قالوا عن أوبرا 40

أتممت قراءة رواية أوبرا 40 قبل قليل ، فرحت وبكيت ، خفت وتوترت وترقبت

واشتكيت ! فلله دره من كاتب رسم لنا شخوصها وأحداثها الساخنة كأجمل لوحة بديعة تصاحبها أعذب موسيقى حانية رقيقة جذابة ثم تتحول الأحداث لألوان وألحان صاخبة تصدح في الآفاق نتراقص معها بأجسادنا الممشوقة الساحرة ، أيام قضيتها مشدودة متوترة أتابع أحداثها المشوقة ، ما أن أقرؤها حتى أنفصل عمّا حولي تماماً ، تخيلت نفسي أجلس مع الجوقة قبل ٩٠ عاماً في القطار باتجاه باريس واحتضنت الدكتورة ياسمين قبل زفافها الأسطوري وكلما انشغلت عنهم بعملي ، أواسي نفسي بأن قلبي سيظل مع عالية وعبدالله ونجوة وياسمين وحبيبها الوسيم أحمد ! فما أن ينتهي عملي حتى أنطلق عائدةً للبيت فأدخل وأسلم على الجميع ثم أتناول معهم غدائي المتأخر وألتقط قهوتي الإسبريسو وأنطلق بلهفة لغرفتي فأغلق الباب مترقبة بقية أحداث القصة ! كلما واجهت فصلاً من فصول الفلاش باك ! أجلس لاسترجع كل ما حدث وله علاقة بالمشهد الحالي وإذ بي أكتشف أسراراً جديدة تعمّد أن يؤخرها كما حدث في مشهد قارئة الطالع الغجرية وعندما همس والدها في أذنها كلماته الحكيمة الخالدة ! لا أعلم ولكن أصبحت القصة الجانبية أكثر تشويقاً بغموضها وأحداثها من القصة الرئيسيّة وبالتأكيد تتفقون معي فقصة أحمد وحبيبته الدكتورة المزيونة ياسمين التي تزين صورها صفحات الرواية قصة ساخنة بحد ذاتها والأجمل هو تقمصها بالصور لدور خالة والدها وكأنها تخبرنا بأمر ما ! لا أعلم ولكن ستمثل القصة الجانبية تحدياً حقيقيّاً لقصة عبدالله بيك وعالية خانوم الرئيسية ما لم تمثل ياسمين دور عالية ، ويمثل أحمد دور عبدالله بيك ! حتى الآن لم تجف دموعي ولكني توقفت عن البكاء عندما قرأت الفصل المحذوف ! بالتأكيد هو يتعمد أن يجعلنا نترقب القادم ! أَجِد نفسي عاجزة عن وصف مشاعري فإن لهذه الرواية نكهة خاصة تختلف عمّا قرأته سابقاً وكنت أعتقد بأني صديقة حميمة للشعر والأدب ! أتخيلها أقرب لسيناريو فيلم من إنتاج هوليوود بنكهة شرقية خليجية عالمية ، تهنئة من أعماق القلب للكاتب على خياله الخصب وعذوبة وسلاسة قلمه الأنيق وأدعو الله أن تكون بدايةً موفقةً لأعمال أكثر إبداعاً وتألقاً وسنلزمه بما كتبته فقد وضع صوراً من أحداث الجزء الثاني وأعاد الفصل المحذوف لنشتهي ونبتغي المزيد والمزيد من إبداعاته !
أتمنى أن يقص بعضاً من حكايا الستينات والسبعينات ولا بأس من زيارة حاضرنا التعيس البليد وأرجوه أن لا يذكرنا بما حدث بين ١٩٨٥-٢٠١٨م ! أشعر بأنه سيفاجئنا وسيستمتع بزيادة توترنا مثلما حصل مع المس عالية وهي في سيارتها ( آني ) وهي تراقب بمرآتها الجانبية ذلك الغريب يقترب منها وهو يخفي عينيه … ( تحت زخّات المطر ) ! لن أوفيه حقه ببضع سطور مختصرة فإني أراه قد سجّل ملحمة تاريخية بقلم سعودي خليجي عالمي ، وأرغب بأن يتذكر بأن أول من أعجب بروايته من مدينة الخبر بشرق السعودية ، أتمنى ألّا يحرمنا من إبداعاته وأتمنى أن تترجم للغات عدة بإذن الله ، وسنشاهد هذه الأوبرا كفيلم عالمي وأتمنى أن يحوز على الأوسكار .

ندى العسكر ( كاتبة سعودية )
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠م

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
كيف اخدمك
للاستفسار عن أوبرا 40