قالوا عن أوبرا 40

ع.ع.خ بعنوان : ماذا يعني أن تكون عراقيّاً بروح نجدية في ٢٧ أكتوبر ٢٠٢١م :

أن تكون عراقيّاً مررت بحكم أحمد حسن البكر ثم صدام حسين ثم غزو العراق للكويت ثم ويلات الحصار العالمي ثم سقوط بغداد سنة ٢٠٠٣م بمزاعم أسلحة الدمار الشامل ثم التهجير القسري للسنة فاخترنا المملكة العربية السعودية حيث أهل زوجي (النجدي الزبيري) السعوديون وبارك الله في هذه الأرض المباركة منزل الوحي والرسالة وأحفاد الصحابة ، أن يكون أصلك من بغداد لهو أمر يدعو للفخر والبؤس في آن واحد في ظل حكم الميليشيات التابعة لإيران .
العراق عبر التاريخ يمرض بل ويحترق عن بكرة أبيه ولكنه ينهض مثل طائر العنقاء الخرافي من تحت الرماد بسواعد أبنائه الأبطال رغم المؤمرات العالمية لإضعافه .

وصلتني في نهاية أكتوبر ٢٠٢١م رواية بعنوان أوبرا 40 مهداة لزوجي ولي من الكاتب السعودي الدكتور أحمد بن عبدالله الصانع ، سمعت عن العمل من زوجي فتحمست لقراءته ، لا أعلم هل أحدثكم عن أم علي وهي جالسة على سجادتها تقرأ القرآن تدعو بسلامة ابنتها عالية التي تأخرت في العودة للبيت في ليلة ممطرة مظلمة أم عن قصة الراوي وبحثه الشيق الذي أوصله بقدرة قادر لإبراهيم بيه أحد أبطال الرواية أم للتمازج الفني والديني والتراثي والفكري بين نجد والكويت والبصرة وبغداد والموصل وتركيا ولبنان ثم أوروبا وكندا وروسيا ! سأتحدث عن نفسي فقد ولدت وترعرعت في بغداد ولست غريبة عن جميع المعالم المذكورة بها فقد كان والدي الحجي ووالدتي الحجية يرحمهما الله يأخذونا للتنزة في نهاية الخمسينيات والستينيات الميلادية في بغداد والبساتين والمتنزهات . الرقي في الخطاب والملبس والشعر والأدب والفن والمسرح والتلفزيون بالستينات والسبعينات حتى الحرب العراقية الإيرانية ، ثم يأتي كاتب سعودي لا يعرف شيئاً من ذلك ليكتب عن العشرينيات والثلاثينيات الميلادية في رحلة خلابة ساحرة عبر التاريخ الجميل ليقتطع لنا قطعة فنية مهمة من تاريخ البصرة وبغداد ، يصور لنا ذلك الراوي الذي ظل يبحث منذ عام ١٩٨٦م وبعد وفاة والده سنة ١٩٨٩م لسنين طويلة ثم يلتقي بإبراهيم بيه وتتوالى الأحداث المتعلقة بتلك الأحداث القديمة تشتمّ عبق التراث والتاريخ والحب والجمال والكلمة الطيبة والأخلاق العالية ، يفاجئنا بالانتقال للحاضر ثم فلاش باك للماضي برشاقة فائقة . شعرت بأني كنت أعيش مع هؤلاء الأبطال في بيوتهم ، في سياراتهم ، على هودج جمالهم ، في تلك الليلة الممطرة المظلمة من ليالي بغداد حيث التقيا .
صندوق خالة إبراهيم بيه الذي أتمنى أن أشاهده بأم عيني فقد ارتبطت العديد من الأحداث به ! هناك خط رفيع بين الحقيقة والخيال لكن يبدو أن هذا الكاتب قد قرر أن يمحوه تماماً لتنساب الحقيقة رويداً رويداً بداخل بوتقة الخيال حتى تمتلئ بحيث يستحيل أن تفرق بين الإثنين . صدقت أن الراوي هو كاتب الرواية ولكن زوجي يقول أنه استوحى شخصية الراوي من شخصيته والحقيقة أني سعدت بكل كلمة سطرتها أنامله ، لن نجد في أدب الرواية نجديّاً يحب ويتزوج بغدادية وإن كنّا كثّر ! ياسمين وحبيبها قصة داخل القصة فبعد أن تقع في حب عالية وعبدالله ، تأتيك ياسمين لتسيطر ولو لبرهة على مجريات الأحداث ، زواجها الخرافي ومشهد والدها مع زوجها والعديد من الأمور التي تشدك فترغب بالمزيد والمزيد حتى تفاجأ بأسرار مخفية تكشف للمرة الأولى ! الفصل المحذوف يجرنا لنتابع الجزء الثاني من روايته أوبرا 40 ، التي أرى بأن نجمتها ستكون الراوية نوف ابنة ياسمين ، أحداث مشوقة تحبس الأنفاس ، ستظل تقرأ الرواية من بعد العشاء حتى الفجر وسترون ! بطلات الرواية لسن كأي بطلات فقد حفرن أسماءهن في جدار المدافعات عن حقوقهن دون تعدي على حقوق أشقائهن . مجهود رائع ومبارك لكم هذا الإصدار الجميل من غلافه وصوره وأعماله المنشورة باليوتيوب حتى ندبنا في الختام على عدم نسيان أبطاله وبالتأكيد سنفعل .

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
كيف اخدمك
للاستفسار عن أوبرا 40