قالوا عن أوبرا 40

في روايته “أوبرا 40” .. د. أحمد الصانع يستنطق الماضي الجميل ويمنح القارئ فرصة لقراءة الموسيقى!

بينما عاش العالم فترة طويلة من العزلة التي فرضتها جائحة كورونا، يبدو أن الكاتب الدكتور أحمد بن عبدالله الصانع وجد في هذه العزلة بغيته، لينطوي على نفسه ويغوص في أعماق فكره ويطير في فضاءات خياله ليعود من تلك الرحلة وبين يديه روايته الجديدة “أوبرا 40″، ويبدو أن الرحلة كانت طويلة جدا في مكنون الذات والوجدان، إذ صدرت الرواية في أكثر من 500 صفحة من القطع الكبير، صب في دفتيها ما جادت به مخيلته المختلطة بشيء من الواقع، إذ صور كثيرا من المشاهد التاريخية في صياغة احترافية متقنة تمنح القارئ فرصة لمشاهدة الأحداث كأنها فيلم أمامه، أو ربما واقعا يعيش فيها القارئ في بيئات ودول متعددة جابتها شخوص الرواية، وتمنح القارئ فرصة لقراءة الموسيقى إذ تترنم الأنغام كلما غاص القارئ في بحر الرواية.

قسَّم الكاتب الرواية إلى 40 فصلا، اختلطت فيه الصياغة من بين العربية الفصحى، وبين الدارجة العامية الخليجية ليعيش القارئ في أجواء الرواية ويقترب من الشخوص أكثر ويألفها كأنها شخوص تعيش حوله، كما ضمن الكاتب روايته صورا كثيرة لشخوص الرواية، في خطوة ذكية تعين المخيلة على رسم الشخوص بأشكال تناسب ما هم عليه من أسلوب وقوة وتمكن وحتى رومانسية.

اتسمت الرواية بشيء من الجرأة، كأن الأديب الكاتب يريد توصيل رسالة إلى المجتمع بأن الكثير من المواضيع الاجتماعية يجب أن يطرحها العمل الأدبي وتقدم للعامة عليها تجد طريقا إلى المعالجة، صحيح أن الرواية تغوص في أعماق ماضٍ بعيد نسيبا، إلا أن الاحداث والمشاعر تتكرر وربما تنطبق على كثير من الأزمنة والعصور.

لامست الرواية كثيرا من المشاعر، ولا بد أن يجد القارئ نفسه مشتركا بشيء من الأحاسيس، فالرواية تطرق مشاعر الرومانسية، والفقد، والاعجاب، والابهار، وحتى المشاعر التي تصاحب الحوادث اليومية ويتجلى ذلك في بداية الرواية حيث البطلة عالية تتعرض لعطل بسيارتها في وقت مطير وعصيب، فتقول الرواية عن عالية وسيارتها: “فجأة، ومن دون أي مقدمات، أصدرت (آني) –السيارة- أصواتا غريبة وبدأت تتباطأ رويدا رويدا، تسارعت دقات قلبها خوفا على (آني) فقادتها بهدوء لأقرب رصيف في شارع الرشيد ببغداد لتبعدها عن طريق السيارات وعربات الخيل المسرعة…”، ومن خلال هذا الاقتباس البسيط من الرواية تتجلى صورة المكان وطبيعته، وهذا ما سيعيشه القارئ طوال الرواية.

أما استنطاق المشاعر الرومانسية فتتجلى في كثير من سطور الرواية، ومنها هذا الاقتباس البسيط: “لم أتركها فأمسكت بخديها بيدي…. لا أعلم كم فات من الوقت ونحن في خضم هذه العاصفة الرومانسية، كل ما أذكره أن سائق الفندق قد أرسل لي ثلاث رسائل متتالية كتب فيها على استحياء..”.

أما مشاعر الفقد فنسرد منها هذا الاقتباس الذي يعيش معه القارئ مرارة الفقد وألم الرحيل: “لا بد أن أبوح لك يا خالتي ان الرصاصة التي اخترقت قلب زوجي الحبيب قد أصابت قلبي مائة مرة ويا ليتها أصابتني وأراحتني مما أنا فيه من حسرة وعذاب..”.

وقد صدرت الرواية، التي تسرد جانبا من جوانب التاريخ في قالب سردي آسر، عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وجاء الغلاف الخلفي للرواية موقعا بأقوال أدباء عن الرواية، ومنهم المؤرخ العراقي نجم العيدان، الذي قال: “لقد وفق الكاتب بسرد الأحداث التاريخية التي لامست أحاسيسنا بشاعرية وصدق كبير.

وكذلك الناقدة ندى العسكر التي قالت: “فرحت وبكيت، خفت وتوترت، ثم ترقبت واشتكيت! فلله درّه من كاتب رسم لنا بأنامله الخبيرة شخوصها وأحداثها الساخنة، لوحات بديعة تصاحبها أعذب الموسيقى الحانية والرقيقة والجاذبة”.
https://www.omandaily.om/ثقافة/na/في-روايته-أوبرا-40-د-أحمد-الصانع-يستنطق-الماضي-الجميل-ويمنح-القارئ-فرصة-لقراءة-الموسيقى

 

https://www.omandaily.om/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/na/%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D9%87-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%B1%D8%A7-40-%D8%AF-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%86%D8%B9-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%B7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%88%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A6-%D9%81%D8%B1%D8%B5%D8%A9-%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
كيف اخدمك
للاستفسار عن أوبرا 40